باعتبارهم "مواطنين مغاربة".. إسبانيا ترفض طلبات لجوء العشرات من الموالين لـ"البوليساريو" وتستعد لترحيلهم إلى الرباط
يحاول العشرات من الموالين لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، الضغط على الحكومة الإسبانية، من أجل تفادي ترحيلهم إلى المغرب إثر رفض سلطات مدريد قبول طلبات "اللجوء" التي تقدموا بها، وذلك من خلال إعلان خوض "إضراب عن الطعام".
وقررت السلطات الإسبانية ترحيل 10 أشخاص يصفون أنفسهم بأنهم "صحراويون"، بعدما رفضت طلباتهم للجوء على أراضيها، إذ يُنتظر أن يتم تسليمهم إلى الرباط باعتبارهم مواطنين مغاربة وقدموا إلى إسبانيا بواسطة جوازات سفر مغربية.
ووفق معطيات متقاطعة أوردتها كل من وكالة الأنباء "أوروبا بريس" وصحيفة "إلموندو"، اليوم الاثنين، فإن مطار أدولفو سواريز – باراخاس بالعاصمة مدريد، يستقبل حاليا 57 مواطنا مغربيا في ينتظرون صدور قرار نهائي من وزارة الداخلية الإسبانية من أجل ترحيلهم، بعد رفض منحهم اللجوء.
ومن بين هؤلاء 10 أشخاص أعلنوا توقفهم عن الأكل منذ يوم أمس، وذلك بعدما أخبرتهم السلطات الإسبانية بأنه لن يكون بإمكانهم ابقاء على أراضيها لعدم قبول ملفات اللجوء الخاصة بهم، ما يعني القيام بترحيلهم، غير أن 5 منهم تناولوا وجبة الإفطار هذا الصباح.
ويعول الانفصاليون المعنيون على دعم إطارات سياسية إسبانية مُساندة للطرح الانفصالي، وفي مقدمتها حزب "بوديموس" المحسوب على أقصى اليسار، والذي حاولت أمينته العامة، والوزيرة السابقة في حكومة بيدرو سانشيز، إيوني بيلارا، زيارتهم في المطار.
وعبر منصات التواصل الاجتماعي، قالت بيلارا إنها حاولت زيارة المعنيين اليوم الاثنين باعتبارهم "صحراويين محتجزين"، لكن جرى منعها من الوصول إلى القاعة التي تستقبلهم، معبرة عن دعمها لمطالبهم بـ"اللجوء".
وفي تصريحات للإذاعة الوطنية الإسبانية، قالت القيادية في جبهة "البوليساريو" في إسبانيا، فاطمة الغالية، التي قالت إنها "محامية" الأشخاص الموجودين في المطار، إن تعداد "الصحراويين" المهددين بالترحيل إلى المغرب يقارب الثلاثين.
ويمثل رفض طلبات اللجوء المقدمة من طرف داعمي الانفصال، إقرارا من السلطات الإسبانية بعدم اقتناعها بوجود خطر يتهددهم من طرف السلطات الإسبانية، التي تعتبرهم مواطنين مغاربة رغم انتمائهم إلى لأقاليم الجنوبية للمملكة.
ويمثل هذا التحول في تعامل مدريد مع طلبات لجوء الموالين للبوليساريو، تفعيلا لقرارها، المعبر عنه منذ 2022 من طرف رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، بدعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية.